خرافة تحریف القرآن وآراء علماء الشیعة الکبار فی عدم تحریفه :
من التهم التي ينسبونها الي الشيعة هي تهمة تحريف القرآن الكريم ،فإن أعداء الشيعة خاصة أتباع الفرق التكفيرية و المتطرفين و منهم الوهابية يتهمون الشيعة بأن مصاحفهم غير مصاحف سائر المسلمين و هي محرّفة بزيادة او نقص و علي رغم أن المصاحف المطبوعة من قبل المراكز الشيعية و دور النشر منهم ،منتشرة في أرجاء العالم الإسلامي و كما لا يخفي أن مصاحفهم نفس المصاحف لأهل السنة و الجماعة و لا زيادة فيها و لا نقص ولو بكلمة أو حرف و هذا لا يختص بزماننا هذا بل تأريخ الشيعة والسنة شاهد علي عدم اختلاف مصاحفهم بمصاحف أهل السنة ولكن الوهابية علما أو جهلا يهتفون شعار تحريف القرآن من قبل الشيعة و احيانا يدّعون بأن للشيعة مصاحف خاصة يحتفظونها في بيوتهم و صناديقهم و يتلونها خفاء و تقية من غيرهم من السنة و الجماعة والتي من مصاحفهم تتواجد في الأسواق و المساجد غير مصاحفهم مما تتواجد في بيوتهم ! إلاّ أن للشيعة أدلة و حجج لإعتقادهم في عدم تحريف القرآن مما لا يمكن ردّها أو عدم قبولها و عقيدتهم في القرآن كالشمس في رابعة النهار و لا يعتقد علمائهم و لا مفسريهم من المتقدمين و المتأخرين بتحريف القرآن الاّ البعض القليل من الأخباريين منهم و أقوال هؤلاء في تحريف القرآن من الأقوال الشاذة و النادرة و والمرفوضة من قبل الآخرين و لا يعتني بقولهم في تحريف القرآن .
نحن نعلم إن بعض الذين يتهمون الشيعة بتحريف القرآن في الحقيقة عندهم معلومات ناقصة عن الشيعة و لم يجالسو أتباع الشيعة و لم يبحثوا و لم يتححقوا في مصادرهم و كتبهم و إعتمدوا بأقوال خصومهم و حكموا علي الشيعة بالكفر و الردّة .
إن أمثال ابن تيمية و تلميذ مدرسته محمد ابن عبد الوهاب و غيرهما هم الذين نسبوا الي الشيعة الإمامية ما لا يليق بهم من العقائد غير الصالحة و قاموا بتسمية الشيعة او أتباع أهل البيت ( عليهم السلام ) بالرافضة وكذالك سبهم و لعنهم و تشبيههم باليهود و الكفار و أثارو الفتن الكبيرة و الخلافات الدامية بين الشيعة و السنة الذين يتعايشون في السلم و السلام من قبل .
إن الوهابيين کثيرا ما يتهمون الشيعة في قضية تحريف القرآن و قد يتأثر يعض إخواننا من السنة و الجماعة من کذبهم ضد الشيعة الامامية حول تحريف القرآن ؛ مع أن الباحثين قد عثروا علي بعض الأقوال و الروايات في بعض المصادر السنية تدل علي التحريف في القرآن الکريم و من جملتها : الدر المنثور ، الاتقان ، البخاري، مجمع الزوائد ،صحيح مسلم ، المصاحف و ... و سوف نذکر البعض من أقوالهم و رواياتهم في المستقبل و مع ذلک نحن الشيعة لا ننسب القول بتحريف القرآن الي أهل السنة و الجماعة لأننا نعرف بأن قول البعض القليل من أهل السنة في ذلک لا يساوي قول الجميع في هذالمجال و آرائهم ليس رأي کل الامة الاٍسلامية .
وبالنسبة الي القول بتحريف القرآن عند الشيعة کما ذکرنا سابقا ان جل علماء الشيعة من القدماء و المعاصرين يقولون بعدم تحريف القرآن لا زيادة و لا نقصا و نحن ننقل کلمات و أسماء الکثير منهم ليعرف خصوم الشيعة حقيقة الأمر في هذه القضية و هي کما يل
إن عقيدة عدم تحريف القرآن عند الشيعة من المسلمات و البديهيات حتي إدعي بعض علمائهم الإجماع عليها . فمولي ابوالقاسم الجيلاني ( متوفي ۱۲۳۱ الهجري ) و الإمام کاشف الغطاء ( متوفي ۱۳۷۳ الهجري ) يقولان بأن عقيدة عدم التحريف في القرآن مجمع عليه عند الشيعة الإمامية . ( البرهان ص ۱۱۲ و اصل الشيعة و اصولها ص ۱۱۳ .)
فهات أسماء و أقوال بعض علماء الشيعة الکبار الذين آرائهم تدل علي عقيدة الشيعة في عدم تحريف القرآن و نحن لغرض عدم التطويل في الکلام ننقل کلماتهم في هذالمجال موجزا
۱ - ابو جعفر محمد ابن علي ابن الحسين المعروف بـ : الشيخ الصدوق ( رحمه الله ) يقول : نحن نعتقد أن القرآن الذي نزل علي نبيه محمد ابن عبدالله (صلي الله عليه و آله ) هو نفس ما جمع بين الدفتين و يتواجد عند الناس . (اعتقادات الإمامية المنضمة بباب حادي عشر ص۹۳ و ۹۴
۲- محمد ابن محمد ابن النعمان المعروف بالشيخ المفيد : هذا العالم الکبير کذلک يقول في کتابه « اوائل المقالات ص ۵۴ - ۵۶ » و في « رسالة في أجوبة المسائل السروية ص ۲۲۶ » يرفض تحريف القرآن الکريم زيادة و نقصا و يقول إن تحريفه تتنافي التحدي الموجود في بعض سور القرآن و کذلک الروايات الصحيحة في هذالمجال
۳- أبوجعفر محمد ابن حسن ابن طوسي المعروف بـ : الشيخ الطائفة المتوفي في ۴۶۰ الهجري ( الشيخ الطوسي ) :إن إحتمال الزيادة او النقص في القرآن مرفوض عند المسلمين و لا دليل عليه عندنا و الروايات الواردة في التحريف عند الشيعة و السنة أخبار آحاد و لا تفيد العلم و الأفضل الإعراض عنها و عدم الإعتناء اليها . ( التبيان ج۱ ص۳ )
۴ - إمين الإسلام الطبرسي المتوفي في ۵۴۸ الهجري : يقول : عدم الزيادة في القرآن مجمع عليه عند الجميع و لکن في النقص فالبعض من اصحابنا و من الحشوية نقلوا روايات تدل علي النقص فيه و لکن النظرية الصحيحة عند الشيعة مخالف لتلک العقيدة . ( مجمع البيان ج۱ ص۱۵ )
۵ - العلامة الحلي المتوفي في ۷۲۶ يقول : الحق أن لا تغيير و لا تقديم و لا تأخير في القرآن و ما نقص منه و ما زيد عليه أبدا و نحن نستعيذ بالله من هذه العقيدة . ( أجوبة المسائل المنهائية ص ۱۲۱ مسألة ۱۳ )
۶ - شيخ الفقهاء الشيخ جعفر کاشف الغطاء المتوفي ۱۲۲۸ يقول في کشف الغطاء : ما زيد في القرآن ولو سورة أو آية أو کلمة و لا حرفا و إن ما جمع بين الدفتين هذا هو القرآن و هو کلام الله تبارک و تعالي و کذلک لا شک عندنا بأن القرآن لا نقص فيه. ( کشف الغطاء کتاب الصلوة المبحث ۷ و ۸ ص ۲۹۸ و ۲۹۹ )
۷ - الفقيه المجاهد الشيخ محمد حسين کاشف الغطاء المتوفي في ۱۳۷۳ يقول : إن القرآن الموجود نفس القرآن الذي أنزل الله تعالي علي نبيه (ص ) و لا تحريف فيه من الزيادة والنقص و يدل عليه اجماع الشيعة .( اصل الشيعة و اصولها ص۱۳۳ )
۸ - محمد ابن الحسين الحارثي العاملي المعروف بـ : الشيخ البهائي المتوفي في ۹۵۳ الهجري يقول :العقيدة الصحيحة هي أن القرآن مصون من التحريف لا زيادة و لا نقصا . ( آلاء الرحمن ج۱ ص۲۶ )
۹ - محمد ابن حسن المشهور بـ : الفيض الکاشاني المتوفي في ۱۰۹۰ الهجري يقول بعد نقل روايات التحريف : لو صحت الروايات فلا إعتماد علي القرآن و الحال يقول الله تبارک و تعالي : « و إنه لکتاب عزيز * لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه » و يقول تعالي : « إنا نحن نزلنا الذکر و انا له لحافظون » (تفسير الصافي ج۱ صص ۳۳ - ۳۴ )
۱۰ - المحدث الکبير الشيخ حر العاملي المتوفي في 1114 يقول : من تتبع في الأخبار و التواريخ يتيقن بأن القرآن في غاية التواتر لأن الآلاف من الصحابة قد حفظو القران و نقلوه و جمعوه في عهد النبي ( صلي الله عليه و آله ) ( اظهار الحق ج۲ ص۲۰۸ ) .